Saturday, November 10, 2018






مقالة عن تقنية البيانات
تقنية البيانات ترتبط تقنية البيانات ارتباطاً وثيقاً في ميدان الحواسيب والشّبكات، حيثُ تتبادر لأذهان الكثير من النّاس أجهزة الحاسب الآلي أو الشّبكات أو كلاهُما نحوَ ذِكر مُصطلح تقنية البيانات، وهذا نظراً لأنَّ أجهزة الحاسب الآلي والشبكات (كالإنترنت) تُعتبر الكيفية الأساسيّة لحفظ، ونشر، وتنفيذ البيانات، فقد أصبحت كيفية الحصول عليها بغرض البساطة وبسُرعة عظيمة.[١] يُشبَّه العالم اليوم بأنَّهُ قريةٌ ضئيلةٌ بفضل تقنية البيانات؛ فقد أصبحت عمليّة التّواصُل ونشر البيانات بسُرعة فائقة لتشمَل كُلّ بقاع العالم، ممّا أثَّرَ بشكل ملحوظ على حياة الإنسان، وأحدثَ تحويل جذريّ فيها، فازدادت سُبُل التّرفيه والرّاحة، وقلّت المشقّة والعناء في الكثير من الموضوعات، وأصبحَ العالم هذه اللحظة يعتمد اعتماداً كُلّيّاً على التّكنولوجيا، مع العلم بأنَّ تلك التّكنولوجيا تحمل خطراً كبيراً كافياً لتدمير المُجتمع إن لم يُحسَن التصرُّف بها. شاركت التّقنية الجديدة في تطوُّر ذات العلم وتطبيقاته التكنولوجيّة بشكل سريع عظيمة وجعلته مُختلفاً عن الأمس، وستجعل من عالم الغد مُختلفاً على الإطلاقً عن عالم اليوم.[٢] نفوذ تقنية البيانات سياسيّاً تحمل التّكنولوجيا دور القوّة والسّلطة؛ فالطّائرات الجديدة ذات التّقنية الإلكترونيّة أسرع بكثير من الطّائرات التي تتطلب إلى تلك المخصصّيّة، والأسلحة العسكرية (أو ما يُسمّى بالذّكيّة) التي تعتمد على تكنولوجيا البيانات تفعل أكثر بكثير ممّا كانت تفعَلهُ أسلحة الزمن الفائت،[٣] وأجهزة الحاسب الآلي الصّغيرة لها القُدرة على فعل الملايين من العمليّات الحسابيّة بثوانٍ معدودةٍ مُقارنةً بأجهزة الكمبيوتر القديمة ذات الفاعلية المَحدودة التي تقتصر على إنجاز اليسير من العمليّات الحسابية والمعلوماتية،[٤] وغير هذا العديد من الأمثلة التي لا تُعدّ ولا تُحصى. تلك التغيُّرات النّاتجة من تطوُّر العِلم والتّكنولوجيا هي سمات أو وجوه حديثةٍ للقوّة، والتي ستُقدّم للإنسانيّة في عالم الغد سمات حديثة أُخرى؛ فمعظم المنجزات والاكتشافات العلميّة تُحقِّق نتيجةَ المُتطلّأصبح العسكرية التي لعبت دوراً كبيراً في توجيه شكل وكيفيّة التطوُّر التكنولوجيّ والمعرفيّ على نحو مُباشِر أو غير مُباشِر. ذلك ما جعل العِلم الجديد وتطبيقاته التكنولوجيّة المُعاصرة ذا نفوذ بالغ الأهميّة على إنسان اليوم، وهذا أكثر من  أيّ وقت مضى طوال تاريخه باعتباره القاعدة الرئيسيّة للاقتصاد الجديد، ووسيلته لخلق الثّروة والضّرورة الاستراتيجيّة لتحديد المُتطلّأصبح وانعكاسات كلّ ذلك على تقصي الغايات السياسيّة. نفوذ تقنية البيانات استثماريّاً ساهَم التقدُّم التكنولوجيّ والنّضوج المنهجيّ في مبالغة الانتاج، وتراكم رأس المال، وخلق مُنافسة شديدة في ما عقب بين الشّركات المُصنِّعة، وكانعكاس لذلك التّنافس بَزَغَ مفهوم البحث والتّطوير، كاستراتيجيّة للخلق والإبداع، عبر تناغم الأفكار العلميّة وتنفيذها من قِبَل المُهندسين والعُلماء في الواقع العمليّ على نحو إصدارٍ إجماليٍ وجَعَلَها أسلوب حياة، لهذا توسَّع دور البحث والتّطوير إلى أقسام عظيمةٍ مع مهارات تكنولوجيا وقانونيّة وإداريّة في المُحافظة على الموقع الصناعيّ وإشارة على النوعيّة وكفاءة الإنتاجيّة والكُلفة. أحدثت تلك التطوُّرات ثقافةً صناعيّةً تستمدّ زادها في المُواصلة والتقدُّم من عطاءات العلم والتّكنولوجيا التي تنضج وتتعمّق كنتيجةٍ طبيعيّةٍ للبحث والتّطوير.[٥] توسَّعَ دور البحث والتّطوير في الثّورة المعلوماتيّة، وملاءمته لتنظيم المصانع في عصر العولمة، وبُنيتها التحتيّة، وأهميّة كلّ هذا على الرّيادة التكنولوجيّة في الاستثمار الدولي، وانتشار الابتكارات التكنولوجيّة من قِطاع صناعيّ مُعيَّن إلى القطاعات الصناعيّة الأُخرى في داخل البلد وخارجه، وانعكاس كلّ هذا على سعة وسرعة الإنتاجات الصناعيّة في أماكن مُتعدّدة ودورهما المُهمّ في إفرازات الصّناعات المُسجّلة للإنتاج على السّوق الدوليّة.[٦] نفوذ تقنية البيانات اجتماعيّاً شبَّه علماء المؤتمر نفوذ تقنية البيانات على المجتمع بأنّهُا حَوَّلت العالَم من قارّاتٍ واسعةٍ تفصلها مُحيطات، تستغرق أشهُراً للسّهرب بين قارّاته، إلى قرية ضئيلة جدّاً تشمل جميع سُكّان العالم، وهو ما سُمّي بالعولمة. بفضل تقنية البيانات أصبحت عمليّة التّواصُل بين أيّ شخصين مُتواجدين في بقاعٍ مُختلفة من الأرض عمليّةً سهلةً وسريعةً، حيثُ يتمّ التّواصُل بالصّوت لاغير، أو بالصّوت والصّورة سوياً من خلال شبكة الإنترنت بدقّةٍ عاليةٍ جدّاً.[٧] أصبحت عمليّة تبادُل الرّسائل تتطلّب أجزاءً من الثّانية في أعقابَ أن كانت تتطلّب أيّاماً أو إلى أن أشهُراً لتصل إلى واحدة من الطّرفين لاغير؛ فظهرت تطبيقات الرّسائِل اللحظيّة للأجهزة المحمولة، والتي جعلت تبادُل الرّسائِل لا يتطلَّب إلا كتابة الرّسالة وضغط زرّ الإرسال. اشتهرت خلال الفترة الأخيرة ما تُسمّى مواقع التّواصُل الاجتماعيّ التي تُستخدم بغرَض التّرفيه بين النّاس بهدف مُشاركة أخبارهم، وصورهم، وحالاتهم السيكولوجيّة مع المُجتمع، ويقوم النّاس بالتّفاعُل مع بعضهم بعضا.[٨] تأثيرات أُخرى لتكنولوجيا البيانات جعلت تقنية البيانات عمليّة التّعليم أكثَر فاعليّةً وإنتاجيّةً، وارتفعت من رفاهيّة الطّالب؛ حيثُ ظهرت طرقُ مُتطوّرة في التّعليم سهّلت تلك العمليّة، كاستبدال الكُتُب بالأجهزة اللوحيّة وأجهزة الكمبيوتر المحمول، إضافةً لظهور التعلُّم عن بُعد الذي سمح بـ للطّالِب أن يتعلَّم من منزله دون الاحتياج للوصول لموضع مُخصَّص لهذا.[٩] وفي ميدان الطّب تطوَّرت الأجهزة الطبيّة تطوُّراً ملحوظاً، وارتفعت فاعليّتها وكفاءتها؛ فقد دخلَ الحاسب الآلي تلك الأجهزة وحوّلها إلى أجهزةٍ رقميّةٍ تسهُل برمجتها والتّعامُل معها، إضافةً لظهور علومٍ حديثةٍ مُرتبطة بالطِّب.[١٠] ويُعتبر تطوُّر ذلك الميدان تطوُّراً مهمّاً للإنسانيّة، فهو أساس عيش الإنسان حياة صحّيّة بعيدة عن الداء والألم. فالمُلاحظ هو أنَّ تقنية البيانات قد غيّرت حياة الإنسان تغييراً جذريَاً سريعاً، وليس بالضّرورة أن تكون جميع التغيُّرات موجبّة، فبعضُها من الممكن أن يكون سلبيّاً ويؤثِّر على نحوٍ مُضرّ على الشخص والمجتمع، ومثال على هذا تسخير تُجّار الممنوعات شبكة الإنترنت في العرض والتّرويج لمُنتجاتهم بهدف بيعها، أو استعمال وسائِل الاتّصال الجديدة في إزعاج النّاس أو استغلالهم.[١١]